|
الصفحة الرئيسية
>
حــديث
عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قِيلَ لَهُ: قَدْ عَلّمَكُمْ نَبِيّكُمْ صلى الله عليه وسلم كُلّ شَيْءٍ، حَتّى الْخِرَاءَةَ. قَالَ، فَقَالَ: أَجَلْ. لَقَدْ نَهَانَا أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ لِغَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ، أوَ أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِاليَمِينَ، أَوْ أَنْ نسْتَنْجِيَ بِأَقَلّ مِنْ ثَلاَثَةِ أَحْجَارٍ. أَوْ أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِرَجِيعٍ أَوْ بِعَظْمٍ) رواه مسلم.
لقد جاء الإسلام لينظم حياة الإنسان تنظيما لو أخذ به الإنسان لسعد في دنياه وفاز في أخراه. لقد نظم له كل شيء؛ نظم له علاقاته المتعددة: علاقته بخالقه وعلاقته بالكون وعلاقاته الاجتماعية المتنوعة وعلاقته مع كل شيء، وأرشده إلى عدة آداب سامية لم يسبق إليها.
ومن هذه الآداب آداب دخول الخلاء، فإن الأمر ليس مجرد أن يذهب الإنسان إلى الخلاء ثم يفرغ ما بداخله، بل إن لذلك آدابا يجب أن تراعى، وسننا يجب أن تتبع.
فإذا قصدت الخلاء (أو ما يقوم مقامه كدورات المياه) لقضاء الحاجة فقدم في الدخول رجلك اليسرى وفي الخروج رجلك اليمنى ولا تستصحب شيئا عليه اسم الله تعالى ورسوله. وقل عند الدخول: : "اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ" وعند الخروج: "غفرانك الحمد لله الذي أَذْهَبَ عني الأذى وعافاني".
وينبغي أن تستبرئ من البول بالتنحنح والنتر ثلاثا وبإمرار اليد اليسرى على أسفل القضيب.
وإن كنت في الصحراء فابعد عن عيون الناظرين واستتر بشيء إن وجدته ولا تكشف عورتك قبل الانتهاء إلى موضع الجلوس.
ولا تستقبل القبلة ولا تستدبرها ولا تجلس في متحدَّث الناس ولا تبل في الماء الراكد وتحت الشجرة المثمرة ولا في الجحر واحذر الأرض الصلبة ومهب الريح احترازا من الرشاش لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن عامة الوسواس منه).
واتكئ في جلوسك على الرجل اليسرى ولا تبل قائما إلا عن ضرورة واجمع في الاستنجاء بين استعمال الحجر والماء فإذا أردت الاقتصار على أحدهما فالماء أفضل وإذا اقتصرت على الحجر فعليك أن تستعمل ثلاثة أحجار طاهرة منشفة تمسح القضيب في ثلاثة مواضع من حجر فإن لم يحصل الإنقاء بثلاثة فتمم خمسة أو سبعة إلى أن ينقى بالإيتار فالإيتار مستحب والإنقاء واجب. ولا تستنج إلا باليد اليسرى.
المزيد |